التصنيفات

الخبر

تداعيات تربوية ، طلابنا والامتحانات برمضان

posted on
تداعيات تربوية ، طلابنا والامتحانات برمضان

ها نحن نستقبل شهر رمضان الكريم، وابناؤنا الطلبة يتهيأون لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، ما يلفت النظر هذه الأيام، وبحسب ما يردنا من ردود أفعال من الطلبة وذويهم، حالة الاستنفار التي يعيشها الجميع، وحالات التوتر التي يعيشها الطلبة جراء ذلك على اعتبار "كيف سيدرس الطالب... كيف سيركز.. متى سينام.. متى سيصحو... كيف سيتقدم للامتحان... هل سينهي دراسة المادة؟؟"؟
وغيرها من التساؤلات التي لا أجد كتربوية أي دواع لها، وعليه نخاطب أولياء الأمور قبل أن نخاطب أبناءنا الطلبة، فهم الأولى بالمخاطبة أولا، فرمضان شهر العمل والعبادة، لا شهر النوم والكسل.
وأدعوكم كأولياء أمور أن تكونوا محفزين لا محبطين، داعمين، مساندين، تتعاملون مع شهر الصيام بلا توتر ولا تعقيد ولا تشنج، بل عليكم تبسيط وتهوين وتذليل أي عقبة تواجه أبناءكم، عليكم أن تجعلوا من تحديات هذا الشهر التي قد يتعرض لها الطالب حوافز للجد والاجتهاد.
وأوجه كلامي للأهل كذلك بضرورة التذكير بقصص النجاح التي سطرت في هذا الشهر الكريم، ذكروهم بالتاريخ الإسلامي الذي حقق فيها المسلمون أعظم الانتصارات وهم صائمون، رتبوا معهم برنامج دراستهم، استغلوا ساعات الفجر الأولى حيث صفاء الذهن، فأيقظوا أبناءكم لإعادة استذكار دروسهم.
وأنت أيتها الأم، صممي جدولا يوميا لابنك يجمع بين دراسته واستراحته وعبادته، اهتمي جيدا بتغذيته، ركزي في وجبة الإفطار أو السحور على الأغذية الصحية المفيدة التي تنشط الذاكرة، وفري له أجواءً دراسية مناسبة.
عليك أيتها الأم أن تهيئي أجواء لا يشعر الطالب في وقت الامتحانات أنه معاقب بين جدران كتبه، بينما تتعالى أصوات بقية الأسرة، وهم يتابعون المسلسلات الرمضانية، ويلهون ويمرحون، علينا أن نضع ضوابط للتلفاز والهاتف وأي وسائل ترفيهية أخرى، ليس لأجل موسم الامتحانات فقط، بل لضمان عدم هدر الكثير الكثير من الوقت فيما لا فائدة كثيرة فيه.
أما أنتم أبنائي الطلبة، فأيام الامتحان قصيرة، وهي المعيار الذي يقيس جهودكم وجهود معلميكم على مدار عام دراسي كامل، عليكم استثمار أوقاتكم بصورة منظمة ومراجعة دروسكم أولا بأول، وضعوا برنامجا خاصا بكم في هذا الشهر الفضيل توازنون به بين دراستكم وبين عبادتكم، واعلموا أن مذاكرتكم أيضا عبادة.
تذكروا دوما، أبنائي الطلبة، أن بر والديكم ليس بقبلة تطبعونها على جبينهم أو أيديهم فقط، بل بتلك الفرحة التي ترسمونها على وجوههم وهو يحصدون ثمار غرسهم فيكم، وتذكروا أن رضاهم مقرون برضا رب العالمين، فلا تسخطوهم ولا تغضبوهم بتعب متابعتكم، لأن من يحصد النجاح أنتم ولا أحد غيركم.
فالآباء لا يحصدون من نجاحكم إلا تلك السعادة التي ترسمونها على وجوههم يوم النتائج.

الاختصاصية التربوية الدكتورة انتصار أبو شريعة

| الرجوع

أخبار ذات صلة بالموضوع

Not any article

    أنشأ هذا الموقع بدعم من