التصنيفات

الخبر

نقل المرجان للمتنزه البحري يحقق نجاحا كبيرا

posted on

أحمد الرواشدة

 

العقبة-  بعد ثلاث سنوات من بدء عملية نقل المرجان من منطقة منظومة الموانئ الجديدة في منطقة الدرة إلى متنزه العقبة البحري بنسبة نجاح كبيرة وصلت الى 92 % في بعض المناطق، يؤكد مستشار مفوض البيئة لادارة وحماية الشواطئ في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عبدالله أبو عوالي، ان عمليات النقل هذه أوجدت موقعا جديدا للغوص على شكل كهف، وإعادت تأهيل مناطق وشعاب مرجانية متضررة قبالة المتنزه البحري وبالقرب من نادي الغوص الملكي.
ويضيف عوالي ان عمليات النقل أوجدت ايضا مزارع مرجانية من قطع المرجان التي تكسرت أثناء النقل استخدمت في تأهيل مناطق وشعاب مرجانية متضررة، اضافة الى خلق خيم مرجانية هرمية، أصبحت موئلا للأسماك والكائنات البحرية التي تساعد في تنظيف الشعاب المرجانية من الطحالب وغيرها من المفترسات. 
ويؤكد عوالي أن نسبة نقل المرجان إلى مواقع مختلفة في متنزه العقبة البحري وصلت إلى 86 %، وفي بعض المواقع الأخرى إلى 92 %.  
وتزامنت فكرة نقل المرجان التي بدأت في العام 2013، مع إنشاء منظومة الموانئ الجديدة في منطقة الدرة، التي تعج بالشعاب المرجانية، حيث أجريت دراسة بحسب أبو عوالي، لتقييم الأثر البيئي لمنظومة الموانئ، أوصت بنقل تلك الشعاب إلى مواقع أخرى، والاستفادة منها في موضوع إعادة تأهيل بعض المواقع المرجانية المتضررة، وإنشاء مواقع غوص جديدة كبديل لموقع الغوص الموجود في منطقة الدرة.
ويبين أبو عوالي، أن عملية النقل إلى مواقع مختلفة داخل حدود متنزه العقبة البحري، تمت بداية باستشارة بيئية دولية متخصصة بالشعاب المرجانية، ثم اختيار المواقع التي ستنقل اليها المرجان والأنواع التي ستنقل وتتحمل عملية النقل، بالاضافة إلى اختبار المكان والظروف البيئية المناسبة لضمان نسبة نجاح ممتازة للشعاب المرجانية.
وحتى تتحقق عملية النجاح، يقول أبو عوالي انه تم تدريب الكادر الذي سيتولى عملية النقل على طريقة وأساليب نقل المرجان وتثبيته، وعملية مراقبة الشعاب المرجانية بعد زراعتها لضمان ثباتها، مشيرا إلى أن نقل المرجان من موقع الدرة إلى مواقع مختلفة داخل متنزه العقبة البحري تم باستخدام أقفاص كبيرة ووضع المرجان بطريقة آمنة، حيث تبقى داخل المياه دون تعريضها للهواء ونقلها بواسطة قوارب، وعند وصولها إلى المواقع يقوم الكادر المدرب بتثبيت القطع المرجانية.
ويؤكد أنه بعد عملية نقل المرجان تم مراقبة الشعاب المرجانية المنقولة بواقع ثلاث مرات كل ستة شهور لمدة عام ونصف، وكانت النتائج في آخر تقرير حوالي 85 %، وبعض المواقع الأخرى تصل إلى نسبة 92 %، وما زالت تقوم الفرق والكوادر التدريبية بعملية تنظيف هذه المستعمرات من المفترسات الطبيعية وأبرزها حلزون البحر، ومنقذ البحر ذات الأشواك السوداء، والنفايات. وحسب أبو عوالي، فان بعض الأدلة أثبتت نجاح عملية النقل والاستزراع بعد ثلاث سنوات من أبرزها ارتفاع نسبة بقاء المستعمرات الحية في كلا المواقع بمتوسط يصل إلى 85 % ، وتعتبر تلك النسبة جيدة جدا بالمقارنة بمثيلاتها على المستوى العالمي؛ اضافة الى ارتفاع معدلات نمو المرجان والتي تم قياسها في عدد وأنواع من المستعمرات المحددة، وقد تناسبت تلك المعدلات مع مثيلاتها من معدلات النمو التي سجلت في مواقع أخرى من البحر الأحمر، ثم ارتفاع عدد وأنواع الأسماك التي رصدت في كل مواقع الاستزراع وعلى الأخص في موقع الكهف، حيث حدث الارتفاع بعد الزيادة في الغطاء المرجاني في تلك المواقع نتيجة استزراع المرجان بها، والتي أتاحت مصادر وأنواع غذاء مختلفة لتلك الأسماك.
 
وأتاحت عملية النقل وفق أبو عوالي، للمستعمرات المرجانية المنقولة والمستزرعة أماكن جديدة للمعيشة والحماية والغذاء للكائنات البحرية الأخرى، واللافقاريات، ما أدى إلى ارتفاع الأعداد والأنواع المسجلة، مثل مجموعات الأسماك الصغيرة والطحالب والأسفنج، والتيتوطنت المستعمرات المرجانية المستزرعة وما حولها، الى جانب العديد من الكائنات البحرية التي استوطنت موقع الكهف، حيث لم يكن هناك أي حياة في تلك المنطقة قبل بناء الكهف.
ويشير إلى أن المشروعين الجديدين في العقبة: الغاز الطبيعي المسال، والغاز النفطي، أجبرا السلطة الخاصة بنقل مستعمرات المرجان الموجودة هناك الى نفس موقع المتنزه البحري، مؤكداً أن الملاحظات تشير الى أن نقل المرجان من جميع المناطق ناجح جداً وبنسب نجاح متقدمة.
 
وكان مدير مشروع حماية البيئة الساحلية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور نضال العوران أكد سابقاً لـ(الغد) دور البرنامج في التعاقد مع خبير دولي متخصص في عملية نقل واستزراع المرجان، وأن عملية النقل تمت حسب المعايير والأسس الدولية وبمنهجيات علمية أثبتت نجاحها. 
واعتبر العوران نجاح استزراع المرجان الذي نقل سابقا تجربة فريدة تشجع على المضي قدما في كافة البرامج التي تهدف للحفاظ على هذا الكائن الحي سليما معافى نظرا لدوره المهم في تنقية البيئة البحرية. وأوضح أن المرجان في البحر يقوم تماما بدور الغابات الشجرية في البر حيث يعمل من خلال دورة حياته على توفير كميات من الأكسجين للأحياء البحرية ويعد مؤلا طبيعيا لمختلف أنواع الأسماك التي تجد فيه ملاذا لها وموطنا يوفر لها الحماية الكاملة لكي تقوم بعملية التكاثر.

 

 
| الرجوع

أخبار ذات صلة بالموضوع

Not any article

    أنشأ هذا الموقع بدعم من