التصنيفات

الخبر

المفهوم الفلسفي للوعي البيئي ودور المرأة في الحفاظ على البيئة

posted on

تمثل البيئة بعدًا أساسيا في حياة الانسان لا غنى عنه على الاطلاق. وبل أن الحياة نفسها تستحيل بدون البيئة التي تمثل المجال الذي تمارس فيه كافة انشطتها. فحياة الانسان ما هي الا حوار متواصل مع البيئة. وإن محاولة الفصل بين الوجود الانساني والبيئة هي محاولة فاشلة. ان كافة الفلاسفة الوجوديين يتفقون على ان دراسة الانسان بعيدا عن محيطه هي دراسة قاصرة ولن تضفي الى معرفة الانسان معرفة جيدة. لأن المحيط يعتبر عنصرا اساسيا في تركيبة الانسان الجوهرية وبدونه لن تقوم للانسان قائمة( جان بول سارتر). وعلاوة على ذلك، ينظر المفكر(ارتيجا) الى الانسان بوصفه هجرة دائمة للبيئة. فالانسان لا يختار محيطه بل يجد نفسه منغمسا فيه بالفعل (الشامي، 2010).

إن المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية عنوانٌ للمجتمع الواعي وعنصرٌ مهم للصحة الجيدة. والاهتمام بالبيئة هو الأساس الذي يُنطلق منه لتحقيق التنمية الاقتصادية والادارة الواعية للنظم الايكلوجية. فإن كثرة المظاهر المنتشرة في مجتمعنا والتي تنمُّ عن قلة الوعي البيئي. تؤدي الى طرح السؤال الهام: هل يعقل ان تكون الحضارات الاخرى قد وصلت إلى أرقى القيم البيئية، ونعجز نحن عن فهم وادراك اهمية وحساسية مسألة الحفاظ على البيئة؟ وهل ان هذا العجز هو مظهر من مظاهر عجزنا في الوصول الى جذور هموم مجتمعنا العربي وحل مشكلاته؟ وان اهمال مشكلة البيئة يؤدي الى تفاقمها ويزيد من صعوبة ايجاد حلول مرضية لها.

كما وأن مسألة الوعي البيئي ليست قضية يمكن حلها بخطة مرحلية عارضة، بل ان للمشكلة أبعادا عميقة يجب لمسها وإعادة تصويبها داخل الأفراد، بتزويدهم بالجوانب المعرفية ( فلسفيا ونفسيا ) المتعلقة بالوعي البيئي التي من شأنها أن تضعنا على بداية الطريق لحل هذه المشكلة. ونظرا لما توصلت اليه الكثير من المؤتمرات بأن السبب الاساسي في المشكلات البيئية ترجع بدرجة كبيرة الى سلوك الافراد والمجتمعات، وكذلك سلوك الحكومات والمؤسسات التي تركز على البعد الاقتصادي متجاهلة أبعاداً أخرى، فكان لا بد من تعديل السلوك نحو التعامل مع مكونات البيئة عن طريق برامج التربية البيئية.

 

| الرجوع

أخبار ذات صلة بالموضوع

Not any article

    أنشأ هذا الموقع بدعم من