التصنيفات

الخبر

العقبة الخالية من البلاستيك

posted on
العقبة الخالية من البلاستيك

تعتبر مادة البلاستيك من أخطر المواد التي اخترعها الإنسان، وكانت بدايات الاستخدام منذ عام 1865 ثم تطور هذا الاختراع لأسباب تعود لإنخفاض تكلفة إنتاجه والقدرة على صبه وتشكيله لأشكال مختلفة، حيث يدخل البلاستيك في معظم الصناعات كمواد التعبئة والتغليف، صناعات الطائرات، معدات المختبرات، أجهزة الكمبيوتر، ومادة النايلون وغيرها الكثير من المواد المستخدمة بحياتنا اليومية. لكن المعضلة الحقيقية ظهرت بعد سنوات من اكتشافه وهي عدم تحلله والحاجة لآلاف السنين للتخلص منه، وتأثيره الكبير على البيئة وعلى الإنسان وعلى كافة الكائنات الحية لدرجة تأثيره الكبير على صحة الإنسان والاصابة بالأمراض مثل السرطان، ارتفاع الكوليسترول، تعطل الغدد الصماء، وأمراض القلب والاوعية الدموية.

هذا الأمر دفع العالم للتوجيه نحو التقليل من استخدام البلاستيك او رفض استخدامه، فعلى الصعيد الدولي وقعت أكثر من 200 دولة حول العالم على قرار الامم المتحدة للقضاء على التلوث الناجم عن القاء مخلفات بلاستيكية في البحار والمحيطات، وبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة قال؛ بأنه اذا استمرت معدلات التلوث البلاستيكي بالوتيرة الحالية؛ فإن كمية البلاستيك في البحار ستكون أكثر من الأسماك بحلول عام 2050، كما هناك أكثر من 40 دولة حول العالم حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية كلياً أو جزئياً مثل الصين وفرنسا وكينيا.

PIC 2

على الصعيد المحلي أصدرت وزارة البيئة الأردنية تعليمات للحد من استخدام البلاستيك في كافة محافظات المملكة، الا ان منطقة العقبة الخاصة وكونها تمتلك قانونا يؤهلها لإصدار تعليمات خاصة بها أصدرت تعليمات ” تنظيم التداول و التعامل مع أكياس البلاستيك في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لسنة 2020″، وبحسب رئيسة قسم الاقتصاد الأخضر في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندسة هتاف ياسين والتي أضافت أن السلطة اصدرت تعليماتها الخاصة في عام 2021 مشيرة إلى أن هذه التعليمات تنص على منع تداول الأكياس السوداء نهائيا في العقبة الا للاستخدام في وضع القمامة او الاشتال الزراعية، إضافة لمنع الأكياس البلاستيكية في المخابز وإيجاد البدائل المناسبة لذلك، وزيادة سُمك الأكياس المستخدمة لغايات البقالة وغيرها. وحول البدائل قالت ياسين اننا نعمل حاليا على دراسة البدائل المناسبة الممثلة بالاكياس الكبيرة ذات السمك العالي والمتعدد الاستخدام، إضافة إلى الحقائب القماشية والتي تم توزيعها خلال حملة التوعية بالتعليمات حيث تم توزيع 40 الف كيس قماشي في المرحلة الأولى، والتي استهدفت المخابز بشكل خاص كونها مادة غذائية رئيسية في مجتمعنا ولخطورة الأكياس البلاستيكية اذا تم وضع الخبز الساخن بداخلها، وبحسب الدراسات العلمية توضح ان ما يحدث من تفاعلات بين الأكياس البلاستيكية والحرارة الناجمة من الخبز هو خطورة مؤكدة على الصحة، حيث تتفاعل الحرارة مع المواد الكيميائية في البلاستيك، فتقوم بتحرير مادة خطرة يطلق عليها اسم (الديوكسين) وهى مادة شديدة السمية على خلايا الأجسام، وتسبب سرطانات مؤكدة. وتجدر الإشارة هنا الا ان هذه التعليمات جاءت كنتاج لدراسة قانونية نفذتها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية بالتعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وبالشراكة مع مؤسسة هينرش بُل – فلسطين والاردن، من خلال مشروع مواجهة مشكلة التلوث البلاستيكي في العقبة المنفذ على مدار الثلاثة سنوات 2020-2022

و للمعرفة اكثر حول أثر حملات التوعية للعاملين في المخابز؛ قال العامل محمد نبوي انه عرف ولأول مرة عن مخاطر استخدام أكياس البلاستيك ووضع الخبز الساخن فيه وانه كان يتمنى استمرار هذه الحملات التي مر عليها عام كامل مشيرا إلى ضرورة إيصال هذه الرسائل للزبائن أيضاً.


محمد زهران عامل اخر قال إن فكرة توفير بديل للبلاستيك بالمخابز فكرة جيدة، وان المخابز ليس لديها مشكلة كيف واين يتم وضع الخبز اذا قبل الزبون بذلك، وانه يعتقد بأن الموضوع يحتاج ان يتعود الزبون على الفكرة بداية واستمرار توعية الزبائن باخطار البلاستيك افضل طريق لانهاء استخدامه، لان بعض المواطنين يطلبون أكياس اضافية لاستخدامات أخرى غير الخبز.


ام محمد أحدى المشترين لمادة الخبز قالت بأنها المرة الأولى التي تسمع بخطورة البلاستيك وبانه يتحلل على الخبز الساخن مبينة بأنه ليس لديها مانع من استخدام الحقيبة القماشية او اي بديل اخر من أجل صحة اسرتها، ولديها عتب على الإعلام وبخاصة التلفزيون لعدم عرضهم برامج توعية حول هذا الموضوع. من جانبها قالت أم فيصل علاوي ان المشتري لايهمه شكل او نوع مايوضع فيه الخبز؛ المهم ان يكون شيئ نظيف يحفظ الخبز لحين ايصاله للمنزل مشيرة انها لامانع لديها إحضار فوطة قماش اوحقيبة قماش من المنزل.

وقال صاحب احد الأفران الحاج ابو محمد بأن فكرة الكيس الورقي او القماش كانت تستخدم قديما لكنها اختفت مع توفر أكياس البلاستيك، وأضاف بأن الناس كانوا قديما يستخدمون الفرش الخشبي فيحضرون العجين من المنزل ويتم خبزه بالفرن واعادته بنفس الفرش ويتم فرد الخبز على قطعة قماش اوسجادة الصلاة حتى يبرد ويتم حفظه، اما الان فقد تغير الحال. وقال انه من الضروري وضع لوحات اعلانية بالمخابز تبين خطورة أكياس البلاستيك وضرورة متابعة حملات التوعية عبر الإعلام لان البعض لايعرف هذه المعلومات ولم يسمع عنها من قبل.


وقد اقترح بعض المتواجدين في المخابز ضرورة تبريد الخبز قبل وضعة بالاكياس لحين إيجاد البديل واكد عدد كبير منهم ان صحة عائلتهم اهم من اي سعر يتم وضعه مقابل البديل.

مما سبق يتضح ان الكثير من المواطنين يجهلون مخاطر البلاستيك وان حملات التوعية لم تصل للجميع ويجب استخدام وسائل الإعلام للوصول إليهم، إضافة إلى أن فكرة اعتراض المواطن على البديل وسعره غير حقيقية لدى العديد ممن التقيناهم فالصحة اولا لديهم. ولا يوجد اي مشكلة لديهم مع البديل المناسب. كما تكشف هذه المقابلات ان تأخير تطبيق تعليمات الحد من تداول الاكياس البلاستيكية في العقبة يزيد الأمور خطورة وبحاجة لإجراء سريع دون مماطلة، وهذا ما ستباشر سلطة العقبة بتنفيذه خلال الأشهر القادمة بحسب تصريحات مفوضية السياحة والبيئة.


ولعل مشروع مواجهة مشكلة التلوث البلاستيكي في العقبة والدراسات العديدة التي تم اجراءها ضمن هذا المشروع تبين ضرورة البدء بالتنفيذ والاستفادة من كافة المخرجات.

تم اعداد هذا التقرير الإخباري من قبل الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية ضمن مشروع “مواجهة مشكلة التلوث البلاستيكي في العقبة – المرحلة الثالثة” بالتعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وبتمويل من مؤسسة هينرش بُل – فلسطين والاردن

https://www.balkinews.com/?p=151020#.Y1pWeHBovq1

| الرجوع

أخبار ذات صلة بالموضوع

Not any article

    أنشأ هذا الموقع بدعم من