التصنيفات

الخبر

التغير المناخي حرب على العالم أجمع

posted on
التغير المناخي حرب على العالم أجمع

أوراق بيئية- ميلاد الزعبي،

"كل سنه بتنقص منتوجاتنا وبنخسر أكثر، طول فصل الشتاء هاي السنه خسرنا كثير من المنتجات الي بتنتجها أرضي"، كلمات بداء بها الحاج أبو سليمان من محافظة جرش والذي يعمل كمزارع، ويرجع أبو سليمان سبب الخسائر حسب تعبيرة إلى "إختلاف الجو" حيث يقول "فترة الشتاء هالسنة طولت والشمس ما ضربت الشجر وأغلب الثمار عفنت".

ويعرف أبو سليمان كلمة "إختلاف الجو" بأنها زيادة فصل من فصول السنه على حساب الأخر، ويضيف إختلاف الفصل نفسه أيضاً سبب في كل الخسائر التي لحقت بالمزارعين في جميع أنحاء المملكة، فطول الموسم المطري وتأخر فصل الصيف والتقلب في الطقس أثر سلباً على المحصول الزراعي وحتى الحيواني، على حد تعبيرة.

كلماته البسيطة في تعريف إختلاف الجو بالنسبة اليه لا تختلف عن التعبير العلمي لهذه الظاهرة وهو التغير المناخي الذي بداءت كبريات دول العالم التحذيرات وإعداد خطط لمواجهته والحد منه.

التغير المناخي

يعرف التغير المناخي حسب وكالة "ناسا" بأنه ظاهرة عالمية واسعة الإنتشار، تنشاء في الغالب عن طريق حرق الوقود الذي يستقر في الغلاف الجو، مما يسبب تغيرات للغلاف، أو بسبب التفاعلات بين الغلاف الجوي وعوامل جيولوجية وكيميائية وبيولوجية وجغرافية أخرى داخل نظام الأرض، وهنا يشمل تغير الطقس المعتاد في منطقة ما، فقد يكون تغييراً في درجة حرارة هذا المكان المنتظمة لمدة شهر، أو لموسم معين، أو قد تكون تغيّراً في كمية المطر التي تسقط على هذا المكان، أو تغير في درجة حرارة الأرض كلها، أو تغيير في الأماكن التي يسقط عليها المطر والثلج، وهنا يجب التفرقة بين الطقس والمناخ حيث يعتبر الطقس هو تغير الجو ضمن ساعات قليلة، أما المناخ فقد يستغرق مئات أو ملايين السنين ليتغير.

ولتغير المناخ أثار عديدة يمكن إجمالها في عدد من الظواهر التي باتت ملموسة فحسب موقع "metoffice" المتخصص في المناخ والطقس، يذكر أن الأرض منذ العصر الجليدي الذي انتهى منذ حوالي (11000) سنة ، كان مناخ الأرض مستقرًا نسبيًا ، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة العالمية حوالي (14) درجة مئوية،  في حين أن ارتفعت درجات الحرارة العالمية بشكل كبير على مدار القرنين العشرين والواحد والعشرين.

وأرجع الموقع هذا التغير إلى عدة عوامل أولها وأهمها ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي (CO2) بسبب الثورة الصناعية  التي شهدتها الأرض، حيث زاد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بأكثر من (40٪)  إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ نشاءات الأرض، وقد تسبب هذا في ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء نظام المناخ، وتظهر مؤشرات متعددة أدلة على أن مناخنا يتغير.

ويوضح الشكل التالي ارتفاع درجات الحرارة، والذي يمثل ارتفع متوسط درجة الحرارة السطحية العالمية بنحو (1) درجة مئوية منذ عام 1850، حيث كانت العقود الثلاثة الأخيرة أدفأ من أي العقد السابق، ومنذ عام 2001 ولغاية 2017،  تم رصد (16( حالة من أصل (17) من أحر الأعوام المسجلة في التاريخ.
 

ميلاد 1

تغير الحرارة منذ عام 1850-2000

ويوضح الشكل التالي التغير في درجات الحرارة التي شهدات الأعوام  2014 و 2015 و 2016 درجات حرارة عالمية قياسية

ميلاد 2

ويرى المختص البيئي والناشط في مجال البئية "ايهاب عيد"  أن من الأثار للتغير المناخي هي التغير في طبيعة وسلوك الكائنات الحية فمثلاً أصبحت الفراشات تظهر في وقت أبكر من السنة، وحولت الطيور من أنماط هجرتها، وأضاف "عيد" أن من أثار التغير المناخي التي بداءت مقلقة أيضاً ارتفع مستوى سطح البحر منذ عام 1900 بأكثر من 20 سنتيمتر، وازداد معدل ارتفاع مستوى سطح البحر في العقود الأخيرة من حوالي (1.7) ملم في السنة خلال القرن الماضي، إلى (3.3) ملم في السنة منذ أوائل التسعينات.

 

تغير المناخ في الأردن

تُعتبر الأردن من المناطق الأوفر حظاً في التغير المناخي، فقد جاء في الملخص العربي لبوابة أغورا تشرين الثاني/نوفمبر 2014 ، أن الأردن ومنطقتا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA1) على حد سواء عرضة لتغير المناخ وتتحملان بعض المسؤولية عن الإنبعاثات العالمية لغازات الدفيئة. فمنطقة الشرق الأوسط شديدة التأثر بتغير المناخ وذلك لعدة أسباب، وتظم تلك المناطق مساحات واسعة من المناطق القاحلة، حيث تبرز مشكلة ندرة المياه، ولا تزال تعتمد على القطاع الزراعي الذي يتأثر كثيراً بتغير المناخ، وحسب الملخص فقد تفاقمت كل هذه المخاطر نتيجة لتناقص هطول الأمطار وما يترتب على ذلك من إنخفاض تدفقات الأنهار والجفاف لفترات طويلة، وزيادة العواصف الرملية والترابية وهي ظواهر تُعزى جميعها إلى تغير المناخ.

ويرى الكاتب والناشط في الشؤون البئية الصحفي "عوني داود"  أن أهمية التغير المناخي وخطورته تكمن على عدة جوانب أهمها التأثيرات الإجتماعية والإقتصادية في المراحل الأنية والقادمة، حيث بداء المواطن يشعر بتغير المناخ في أبسط أساليب حياته فمثلاً تأخر موسم الشتاء في العام الحالي سبب إرتباك للمواطنين في اقامة الحفلات وتواريخها مثلاً، وأشار إلى أن للتغير المناخي أثر سلبي على مجال العقارات، فالكثير من المواطنين أجلوا سقف بيوتهم بسبب عدم انتظام الشتاء وسقط الأمطار لوقت متأخر من العام، ويضف يمكنكك القياس على الكثير من الحالات وتأثيرات المجتمع بأبسط الأشياء بالتغير المناخ .

وبين تقرير التقييم الرابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن منطقة الأردن والشرق الأوسط واحدة من المناطق المعرّضة بشدة لتغير المناخ في العالم وقلب التحولات الإجتماعية والإقتصادية المعيشة الهائلة في التطورات الاجتماعية والسياسية، وللتوقعات المناخية المستقبلية آثار عميقة على قطاعي الزراعة والمياه، ما قد يهدد التنمية الإقتصادية، ويؤدي إلى تدهور الموارد الطبيعية وإلى عدم الاسقرار الاجتماعي.

ويقدر  التقرير أن زيادة درجات الحرارة في المنطقة  بمعدل درجتين مئويتين في السنوات (15-20) القادمة، وبمعدل أكثر من (4)  درجات مئوية في نهاية هذا القرن، ويُبرز التقرير أن تغير المناخ سوف يزيد الإجهاد الموجود في توفر المياه للمجتمع والبيئة الطبيعية.

وفي تقرير للبنك الدولي " Turn Down the Heat: Confronting the New Climate Normal"  ذكر في النماذج المناخية أن المناخ المتوقع للسنوات القادمة في الأردن والشرق الأوسط سيكون أكثر سخونة، وأكثر جفافًا وأقل قابلية للتنبؤ به، ما يؤدي إلى إنخفاض في فائض المياه بنسبة (20٪) إلى (30٪) في معظم أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول العام 2050، وبين التقرير أن السبب في ذلك يرجع في الأساس إلى إرتفاع درجة الحرارة وانخفاض هطول الأمطار.

ويتوقع التقرير أن زيادة كبيرة في موجات الحرارة جنبًا إلى جنب مع متوسط ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما سيؤدي إلى ضغوطًا مكثفة على الموارد المائية الشحيحة أصلاً، مع عواقب وخيمة للإستهلاك البشري والأمن الغذائي الإقليمي، وذكر التقرير صراحة أن الأردن، ومصر، وليبيا، يمكن أن تنخفض المحاصيل الزراعية بنسبة تصل إلى "30 في المائة" مع زيادة في درجات الحرارة بحوالي (1.5 إلى 2) درجة مئوية بحلول العام 2050، وبين التقرير أن الخطر الحقيقي لذلك التغير في المناخ سيؤدي بالضرورة إلى تزايد الهجرة وسيزيد أيضاً من مخاطر الصراعات في تلك المناطق، والضغط على الموارد المتعلق بالمناخ.

ووفي بيانات تقرير الاتصالات الوطني الثالث في الأردن حول تغير المناخ "Jordan’s Third National Communication report"  يظهر إحتياجات الأردن للمياة في عدد من القطاعات في الفترة الواقعة بين الأعوام (2010-2040) والكمية المتوفر والمتوقع سقوطة خلا تلك الفترة والاحتياجات للقطاعات المحلية و الصناعية وقطاع الري، وتظهر أيضاً معدل المياه السطحية والجوفية خلال تلك الفترات، وتوضح الأرقام مدى العجز المائي اذا استمرت كمية الطلب بهذا الزخم مع ندرة المياة ومنابعها والذبذب في سقوط الأمطار.

ميلاد 3

وعن سبل مواجهة التغير المناخي في الأردن يقول الخبير الاعلامي البيئي عيسى الشبول  أن الدولة الأردنية تعتبر متأثرة بالتغير المناخي وليس مؤثرة، ويضيف الأردن دولة نامية ليس لديها صناعات أو مصانع أو أي قطاعات كبرى تؤثر على النظام البئيي لكنها تأثرت بسبب الدول الكبرى كالصين واوروبا والولايات المتحدة بالاذات أن التغير المناخي هو ظاهرة عالمية يشترك فيها من اقصى الأرض إلى أقصاها، ووضح أن الإتفاقيات التي وقع عليها الأردن أوجبت على تلك الدول التي أثرت على المناخ بشكل عام أن تدعم مشاريع في الدول النامية والمتأثرة للحد من تداعيات التلوث والعناصر التي من شأنها تغير المناخ، ويضيف أن الأردن إستفاد من ذلك الدعم في عدد من القطاعات والمشاريع أهمها إنتاج الطاقه المتجددة وهناك مشاريع للتكيف مع البئية ومواجهة شح المياة الذي تعاني منها الأردن.

أما وزارة البئية الأردنية فرغم محاولات الإتصال بها والتواصل معها طوال فترة إعداد هذا التقرير لمعرفة دورها ومدى جاهزيتها والخطط التي تقوم بها لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، إلا أنه لم نلقى أي رد من قبلها، وتم تأجيل المقابلة مع المعنين أكثر من مرة، والإعتذار في بعض المرات.

 

| الرجوع

أخبار ذات صلة بالموضوع

Not any article

    أنشأ هذا الموقع بدعم من