التصنيفات

الخبر

شجر السلم يهدد التنوع الحيوي في وادي الأردن

posted on
شجر السلم يهدد التنوع الحيوي في وادي الأردن
سلام فريحات، آية المومني - اوراق بيئية - " كل يوم بمر بطريق الشونة الشمالية سد وادي العرب ، وانا ايدي على قلبي وميت من الخوف من وراء  شجر السلم الي معبي طراف الطرق ، مع اني قديش بحاول ادير بالي وانا مار ، الا انه سيارتي متهشمة من وراء الطريق الضيقة والإبر القاسية القادرة تفقع عجل السيارة ، ولولاي بسكر الشبابيك وانا مار كان وجهي مهشم ولا عيني مقلوعة " هذا ما قاله السيد علي أحد سكان منطقة الشونة الشمالية ، عن معاناتهم اليومية من شجر السلم المنتشر على أطراف الطريق الواصل بين أم قيس والشونة الشمالية مرورا بسد وادي الأردن، كما عبر عن معاناته وتحمله أعباء إعادة ترميم السيارة بشكل دوري ، قائلا" مش لحالي بعاني من الشجر الي معبي الطريق, هاي معاناة كل واحد بمر من  الطريق إن كان من المواطنين أو السياح والزوار "
.
يقول الدكتور في قسم العلوم الحياتية في جامعة العلوم والتكنولوجيا ماهر تادرس ،بأن مشكلة نبات السلم أنه ذو أشواك كثيفة وقوية،التي تؤثر بدورها على الحيوانات والبشر، مضيفا أن هناك حالات من أشخاص أبنائهم قد تقلعت أعينهم بسبب قوة أشواكه.
كما يبين تادرس أن نبات السلم  هو صنف غازي” أي أنه ينتشر ويغزو المنطقة ” يعيش في غور الأردن ويؤثر على التنوع الحيوي، مؤكدا أنه يصعب السيطرة عليه بشكل كامل،مشيراً  أن جذوره قوية جدا، طويلة وعميقة تقوم بسحب المياه وصولاً إلى مجاري المياه الجوفية.
 
 
 يشارإلى أن نبات الماسكيت أو الغاف العسلي المشهور بالسلم ، نوع من النباتات يتبع جنس الغاف من الفصيلة البقولية ، ينمو هذا النبات حتى ارتفاع 12م، بجذعٍ يصل عرضُه إلى مترٍ ، ويذكر  أنه نبات أجنبي أصوله من أمريكا اللاتينية، انتقل للهند وبعدها للخليج العربي، وأخيرا زرع في الأردن في الستينات بهدف التخضير  .
  (prosopis juliflora
12
 
بدوره يؤكد يحيى خالد مدير الجمعية الملكية لحماية الطبيعة كلام الدكتور ماهر تادرس بقوله أن نبات السلم أو الماسكيت يسحب كميات كبيرة من المياه الجوفية.   مضيفا  أن نبات السلم يعيش في المناطق عالية الحرارة مثل وادي الأردن، مشيرا إلى أننا من وجهة نظر تنوع حيوي لا نشجع على زراعته لأنه يغزو المنطقة وينتشر بسرعة ليأخذ مكان النبات الطبيعي
ويوضح يحيى خالد إلى أنه هناك عدة خيارات للاستفادة منه ، من خلال تقليمه سنويا بشكل دوري  ، ثم يتم طحنة من خلال آليات معينة ليصبح أعلاف للأغنام ، لما فيه من قيمة غذائية عالية غنية بالبروتينات والسكر
 
وفيما يتعلق برعاة الغنم يقول الراعي شمس  "بالنسبة اللي ما بحب  الرعي على الجبل، لأنه نعجتي تأذت بسبب شجر السلم المعروف عندنا بشجر الشبرق " ، العام الماضي عدد من نعجاتي أنا ورعيان ثانيين بنرعى بنفس المنطقة انقلعت عيونهن، وهذا الاشي خسرني برأس  مالي اللي هو "الحلال" لانه سعرها بقل النص إضافة إلى صعوبة الرعي فيهن ، لأن النعجة "العورا" زي ما بنسميها بتصير تشوف بعين آه وعين لأ، خصوصا إنه عندنا ما في طبيب بيطري وخلال 24 ساعة اذا ما راح الراعي عالطبيب بتنعمي النعجة للأبد، ولو سرحت عالجبل بتوقع النعجة لأنها ما بتكون شايفة كويس ،وكمان ما بتقدر تعتني بابنها " الحمل"، وهذا الإشي بأثر على قديش بدها تخلف بعدين"
 
 ومن جهته يقول الراعي فواز "أنا من جهتي مستعد اتلثم وألبس واغطي على عيوني  وأروح للجبل وأقص من الشجر وأطحنه وأطعمه بعدين للحلال ، بس ما أخلي الحلال يقرب للشجر مشان ما ينأذي لأنه إذا تأذى الحلال بخسر كثير براس مالي "
ويشير قانون الزراعة مادة (27 / ه) كل من يخالف تعليمات وشروط الترخيص بالرعي في الحراج الحكومي يعاقب بغرامة مقدارها دينار واحد عن كل رأس ماشية يتم ضبطه بصورة مخالفة بالإضافة إلى غرامة مقدارها خمسون ديناراً عن كل شجرة أو شجيرة حرجية أو رعوية تم الإضرار بها
وحسب تقرير دراسة أجرتها محمية فيفا الطبيعية  تعتبر عملية الرعي هي السبب المباشر لانتشار هذه النبات وخاصة أن المحمية تعتبر منطقة نشطة رعويا، وهذا النوع من الرعي يساعد البذور على التهيئة للنبات من خلال العملية الهضمية في معدة الحيوانات وتسقط البذور التي لم يتم هضمها مع الروث والبعر ومن ثم الإنبات إلى أشجار جديدة في مواقع جديدة، وحينما تتوافر المياه في التربة أو أي هطول مطري وخاصة بالقرب من السواحل تنتشر وتتكاثر بسرعة شديدة.
وبدوره يبين الأستاذ خالد أبو ليلى مدير التنوع الحيوي في المركز الوطني للبحوث الزراعية أن شجر"المسكيت" السلم، يزرع لغايات التخضير وإيجاد بيئة مقاومة للحر، مشيرا إلى أن الشجر لديه شهية بالانتشار باعتباره غازي، كما أنه يحتل المرتبة الأولى لأسوأ 10 أنواع نبات في black book.
يوضح أن فائدته الوحيدة هو أنه شجر دائم الخضرة، ولكن بإمكاننا الاستعاضة عنه بشجر طبيعي مثل " شجر المورينجا " ،" سلفادورا براسيكا - الأراك".
فيما يتعلق بالطيور والحيوانات يؤكد أستاذ في قسم العلوم الحياتية في الجامعة الأميريكية
د. فارس خوري، أن نبات السلم يؤثر بطريقة غير مباشرة على النظام البيئي، كما يؤثر على موائل الطيور من خلال سحبه للمياه  وتنشيفها مما يؤثر على حياة الطيور، مضيفا أن وجوده يدل على تدخل إنساني يخل بالنظام البيئي.
يضيف خوري أنه عندما يصبح الشجر سائدا في المنطقة يصبح ذا أثرا سيئاً جداً، وفيما يتعلق بالرعي والأغنام يؤكد خوري أن نبات السلم فيه نسبة عالية من البروتين المغذي جدا،
ويضيف أنه ويمكن استخدامه كعلف للأغنام من خلال طحنه  بآلات خاصة وخلطه مع العلف، موضحاً أن هذه إحدى طرق الاستفادة منه وتحويله الى نبات ذو فائدة، أو إزالته من خلال طرق إدارية كي لا يعود للانتشار بسرعة، أو استخدامه كفحم فنبات السلم من أفضل النباتات الممكن تحويلها الى فحم .
من جهته يعلق مدير محمية فيفا الطبيعية إبراهيم محاسنة على شجر السلم بأن قانون الزراعة يعامل شجر السلم مثل أي شجر حرجي أصيل ويحاسب عليه بموجب القانون، لافتا إلى أن الشجر محمي بالقانون.
حيث يشير قانون الزراعة المادة(34/أ) مع مراعاة أحكام المادة (27) من هذا القانون يحظر ما يلي: قطع الأشجار و الشجيرات الحرجية و النباتات البرية دون ترخيص من الوزير، حرق الأشجار و الشجيرات الحرجية  و النباتات البرية  أو تجريدها من قشورها أومن أوراقها إلا في الحالات والظروف التي يحددها الوزير و بترخيص منه، وتشذيب أو تقليم الأشجار والشجيرات الحرجية والنباتات البرية أو قطع أي غصن منها دون ترخيص من الوزير.
| الرجوع

أخبار ذات صلة بالموضوع

Not any article

    أنشأ هذا الموقع بدعم من