التصنيفات

الخبر

النفايات البلاستيكية قنبلة موقوتة تهدد المرجان والحياة البحرية في العقبة

posted on
النفايات البلاستيكية قنبلة موقوتة تهدد المرجان والحياة البحرية في العقبة

أوراق بيئية - نانسي عفيشات، تنتشر مخاطر التلوث البلاستيكي على نطاق واسع ومتزايد بشكل سريع منذ حوالي نصف قرن، وتعد البحار والمحيطات  أكثر المناطق المعرضة للخطر دون اي اعتبار لاي قانون ، فالبقايا البلاستيكية الظاهرة على السطح ليست سوى جزء صغير للغاية من هذه النفايات .

حيث تهدد النفايات البلاستيكية المتراكمة وغبار الفوسفات  الحياة البحرية في خليج العقبة، والذي يعتبر متنفس الاردنيين والمنفذ البحري الوحيد لهم، و يقول خبراء بيئيون ان المخلفات الناتجة عن حركة الملاحة في الخليج من بقع النفط الأسود والزيوت المتسربة لمياه البحر تؤثر ايضا على التنوع الحيوي في خليج العقبة.

و يحذر الخبراء من تدهور الحياة البحرية وفقدان المرجان، إذا لم يتم التطبيق الفعلي للقانون، ومعاقبة المخالفين، تفاديا لتراكم النفايات بين اكثر من 127 نوعا من المرجان الصلب يعيش في المياه الاردنية وأكثر من 450 نوعا من الاسماك، اضافة الى مرور أضخم انواع الاسماك مثل القرش "البتان" و اسماك العقامة والريم والدلافين عبر بحر خليج العقبة.

كما وتهدد هذه الملوثات سياحة الغوص في الخليج حيث تجذب الشعاب المرجانية في البحر الأحمر انتباه السائحين وخاصة هواة الغوص و التصوير و البحث العلمي من مختلف الدول اوروبا و امريكا و روسيا.

وحسب دراسة حديثة أعدتها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية في العقبة، فقد تم خلال العام 2014 جمع ما يقارب 7 اطنان من النفايات، شكلت النفايات البلاستيكية منها أكثر من
65 %، وخلال العام 2015، تم جمع 3 أطنان من النفايات، أما في العام 2016 وحتى نهاية تشرين الأول (اكتوبر) فتم جمع اكثر من 450 كغم من النفايات ".

وبحسب الدراسة ان التأثير السلبي لمشكلة النفايات البلاستيكية يتعدى الناحية البيئية ليؤثر على الناحية الاجتماعية والاقتصادية في خليج العقبة وخصوصا بان صيادي الاسماك واصحاب القوارب الزجاجية والمنشات السياحية تتأثر سلبا نتيجة تراكم اكوام النفايات البلاستيكية غير القابلة للتحل في قاع البحر.  وكشفت الدراسة أن نسبة البلاستيك في النفايات المستخرجة من خليج العقبة 65% من مجموع النفايات المستخرجة، حيث تم تنفيذ 360 غطسة بـ 11 حملة غوص خلال عام 2014 من ضمنها ثلاث حملات رئيسية الاولى بشهر ايار والثانية بتموز والثالثة بأيلول تم استخراج خلالها 7 طن نفايات منها 3 طن نفايات بلاستيكية بنسبة 45% .

وفي عام 2018  لوحظ التغير الكبير في نسب النفايات حيث قل عددها بشكل ملحوظ نتيجة البرامج المكثفة للتوعية والحملات الكثيرة للمحافظة على جوف البحر والشواطئ.

وشارك في حملات الغطس لتنظيف جوف البحر شركاء الجمعية وهم الفريق الوطني لحماية مواقع الغوص، متنزه العقبة البحري، مديرة السياحة في سلطة مفوضية العقبة الاقتصادية الخاصة، القوى البحرية الملكية، مراكز الغوص الخاصة ومدارس وزارة التربية والتعليم. 

الدراسة التي اعدتها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية اوضحت ان اكثر المواد التي تم استخراجها من جوف البحر في المنطقة الجنوبية هي الاحذية البلاستيكية ويليها مخلفات الطعام البلاستيكية (كاسات، صحون، ملاعق ...) تلاها أغطية الزجاجات البلاستيكية ومن ثم القصاصات الورقية المختلفة الأنواع بينما كانت أقل العينات تواجداًهي الحبال وغيرها من الأدوات، بينما كانت اكثر المواد تعداداً على الشاطئ الشمالي متمثلة بمخلفات الطعام مثل (السكاكين والملاعق والصحون البلاستيكية) تلاها العلب البلاستيكية ومن ثم الأكياس البلاستيكية بينما كانت أقلها هي الأحذية البلاستيكية.

وتمت الاشارة الى  اسباب تلك الكميات الكبيرة من النفايات ينتج عن الاشطة البشرية سواء الورق او القوارب واشارت ايضا الى ان نسبة النفايات البلاستيكية هي الاكثر شيوعا بين النفايات الاخرى.

وتعمل الجمعية وبشكل تكاملي من خلال برامجها الثلاث الرئيسية في تنفيذ مشروع النفايات البلاستيكية،فالدراسة العلمية نفذت من خلال برنامج حماية البيئة البحرية في الجمعية، وساهم برنامج التنمية المستدامة في الجمعية في ايجاد جسور التواصل مع الفنادق التي تطبق برنامجي العلم الازرق والمفتاح الاخضر في جمع كمية من النفايات البلاستيكية تم الاستفادة منها في اللوحات الفنية المعروضة في معرض النفايات البلاستيكية (البحر ... المحطة الأخير)، اضافة الى ان حملات الغوص نفذت من خلال برنامج التوعية وكسب التأييد الذي كان له دور مهم في استقطاب الشركاء واصحاب العلاقة من اجل المساهمة في تنفيذ حملات تنظيف شاطىء وجوف البحر وجمع كميات النفايات التي تم عمل الدراسة عليها وعرضها في المعرض.

محفزات التلوث

أما محفزات التلوث فهي كثيرة ومتعددة ومن أهمها الاكتظاظ السكاني، قلة الوعي وعدم معرفة قيمة الكنوز البيئية بمختلف اشكالها، ضعف الرقابة الحكومية والجهات المسؤولة، عدم تطبيق القوانين وتفعيل العقوبات بحق المخالفين، ضعف البرامج التوعوية باهمية البيئة والمحافظة عليها وندرتها، تهميش الطاقات الشبابية وعدم اشراكها في البرامج البيئية وعدم تحفيزها

نانسي 3

اهم الملوثات

أغلب الملوثات على بيئة المنطقة، تأتي من انتشار أكياس بلاستيكية (بالونات)، وحبال السفن وشباك الصيد وعبوات بلاستيكية وزجاجية، وأعقاب السجائر، وما تلقيه سفن من مواد صلبة وسائلة، حسب ما أكده مؤسس محطة العلوم البحرية في العقبة، وعميد كلية العلوم البحرية في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد أبو هلال.

ويحذر أبو هلال من التأثيرات السلبية والخطيرة لهذه النفايات على الكائنات البحرية في خليج العقبة، وقال " إن المواد البلاستيكية صغيرة الحجم، وتسمى مايكروبلاستيك، وتصل للبيئة البحرية، ويمكنها ان تتجمع على شكل ملوثات هيدوكربونية الذرة، وتبتلعها الكائنات البحرية، وتنتقل للانسان مباشرة بعد تناوله الأسماك" .

  وهنالك الكثير من المشاريع والخطط والحملات التي اقامتها الجهات الحكومية وغير الحكومية ساعية للمساهمة في الحفاظ على البيئة البحرية وطبيعة الشاطئ من اي تلوث واي مسبب لاي شكل من اشكال التلوث.

متنزه العقبة البحري

يهدف المنتزه الى المحافظة على البيئة البحرية الشاطئية على الشاطئ الجنوبي لمدينة العقبة الغنية بتنوعها الحيوي مع السماح ببعض الاستخدامات ضمن مستويات مدروسة ومستدامة وذلك من خلال وضع الإطار التشريعي لمتنزه العقبة البحري الذي يضمن المحافظة على صحة وسلامة البيئة البحرية وتكاملها لمنفعة الأجيال الحالية والمستقبلية.

من اجل حماية الأنظمة البيئية المختلفة والمواطن الحساسة في خليج العقبة، ومن أجل تجنب التداخل والنزاع بين الاستخدامات والأنشطة المتعددة داخل حدود المتنزه البحري، فقد عمدت إدارته ومنذ البداية الى تطبيق مبدأ تحديد مناطق الاستخدام حيث تم تقسيم المتنزه الى خمسة مناطق رئيسية وحددت فيها الأنشطة كما يلي:

المنطقة المحمية: وتهدف الى حماية المجموعات البحرية على حالتها الطبيعية ما أمكن وذلك من خلال إزالة او تقليل التأثيرات الإنسانية على هذه المنطقة. لذلك فان كل الأنشطة ستكون محظورة في تلك المناطق إلا بموافقة خطية من إدارة المتنزه ومنطقة السباحة والترفيه: وتهدف الى توفير ترفيه وتنزه آمن على الشاطئ حيث يسمح فيها السباحة العادية وبالقصبة، والنزول الى الماء والغوص. أما الأنشطة الممنوعة في هذه المنطقة فهي حركة القوارب (باستثناء قوارب الغوص الراسية على العوامات)، التزلج، حركة الدراجات المائية، الصيد، والرسو ومنطقة القوارب: وتهدف الى توفير حركة آمنة للقوارب وممر لوصولها الى الشاطئ بدون تعريض المنطقة الشاطئية للخطر. حيث يمنع في هذه المنطقة الغوص والسباحة ونزول الماء والتزلج والدراجات المائية والصيد والرسو ومنطقة الغوص والسباحة بالقصبة: الهدف منها توفير مناطق غوص آمنة للتمتع بمشاهدة وتصوير الحياة البحرية تحت الماء، حيث يمنع فيها الدراجات المائية والتزلج، والصيد والرسو وحركة القوارب خاصة بالقرب من راية” الغواص في الأسفل” ومنطقة الشاطئ: وهي المنطقة البرية من المتنزه البحري والتي تقع على بعد 50 مترا من أعلى نقطة لمد البحر. حيث يتم التحكم في كافة الأنشطة في تلك المنطقة من قبل إدارة المتنزه البحري وسيتم منح اذونات خاصة للاستخدام في تلك المنطقة باستثناء الاستعمال الفردي البسيط والتنزه كما لن يتم إقامة أية إنشاءات دائمة فيها باستثناء المظلات.

حملة نظفوا العالم

واحدة من أهم الفعاليات التي تهدف الى تنيظيف الشواطئ من المواد الملوثة بشتى اشكالها. وتشارك العديد من الجهات والمؤسسات الخاصة في هذه الحملة العالمية.

 تقوم الحملة السنوية على تنظيف جوف البحر من خلال الاستعانة بعدد من الغواصين الذين يقومون بتنظيف اعماق البحر من المواد الملوثة واخراج المواد الصلبة والعالقة في المرجان.

وبحسب المدير التنفيذي للجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية ايهاب عيد ـ الجهة المنظمة للحملة ـ الهدف الاساسي لحملة نظفوا العالم في هذا القطاع نشر الوعي البيئي بين مختلف شرائح المجتمع من خلال تقديم معلومات عن البيئة البحرية وما تحويه من كنوز وثروات تستوجب منا كل الاهتمام ورفع الحس البيئي لدى المشاركين من خلال ادماجهم في مثل هذه الحملات وتوضيح الاثر السلبي للنفايات على بيئتنا البحرية لحثهم وتشجيعهم على القيام بدورهم وواجبهم نحو البيئة المحيطة بهم والبيئة البحرية وكيفية حمايتها والحفاظ عليها . واوضح ان العديد من الجهات  تدعم الحملة سنويا وهي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة , وزارة التربية والتعليم ,  شركة البوتاس العالمية, شركة تطوير العقبة , بيبسي , البنك الاردني الكويتي , نادي اليخوت الملكي , قريةالعقبة اللوجستية, فندق موفينبيك , فندق دبل تري , و ال اي سي تي.

واوضح عيد ان النفايات التي يتم استخراجها خلال الحملة تقسم الى النفايات الورقية والتي  تتحلل النفايات الورقية في البحر بمدة 3-6 اسابيع واضرارها تكمن عند اختلاطها في النفايات الاخرى فإن الباعوض والحشرات الاخرى تتكاثر بمعدلات عالية جدا، واعقاب السجائر حيث تعد من اكثر الملوثات شيوعا على الشواطئ العامة ورغم صغر حجمها الا انها تحاج من 1-2 سنة لتتلف في البيئة الخارجية وتحتاج من 1-5 سنوات لتتلف في المياه والبحر وتعد من اكثر عوامل التلوث لاحتوائه على ذرات وغازات وتحتوي الذرات على اكثر من اربعة الاف مادة معظمها سام ومؤذي بينما تحتوي الغازات على 500 مادة ضارة، اضافة الى النفايات البلاستيكية  وهي مصنعة من مركبات غير قابلة للتحلل في الاوساط البيئية المختلفة إلا انها لها القدرة على التراكم مع الزمن والبقاء في البيئة لسنوات طويلة فهي تحتاج الى 450 سنة لتتحلل في البيئة الخارجية والى 10-30سنة في المياه والبحار  واضرارها قد تتسبب في انسداد الجهاز الهضمي او خنق او قتل الحياة الفطرية في البر والبحر عن طريق اكل هذه الاكياس بشكل مباشر او التفافها حدول هذه الاحياء والانحباس فيها وبالتالي دم القدرة على الخروج منها

ويعزي خبراء سبب تراكم هذه المخلفات الى نمو عدد السكان حيث هناك تناسب طردي بين عدد السكان وكمية النفايات فكلما زاد عدد السكان كلما زادت كمية النفايات عن كل فرد وتطور المستوى المعيشي حيث تغير نمط الاستهلاك مثل العادات الغير سليمة كطبخ كميات كبيرة من الاطعمة او شرائها دون استهلاكها وتاخذ طريقها الى النفايات وشراء الاكواب والمعالق والصحون البلاستيكية والورقية غير القابلة للاستعمال مرة اخرة .

نانسي 2

ويرى خبراء ان الحلول المقترحة لزيادة الوعي للحفاظ على البيئة البحرية هي  زيادة الرقابة من قبل الحكومة والجهات المسؤولة ، تفعيل القوانين البيئية التي تنص على فرض العقوبات على المتجاوزين ، تفعيل دور التربية والتعليم من خلال ادراج موضوع الوعي البيئي بشكل عام والوعي باهمية البيئة البحرية في المناهج الدراسية ، تفعيل دور المجتمع المحلي في عملية التوعية عن طريق تسهيل عملية المبادرات البيئية، تطبيق عملية تدوير النفايات في مختلف الاماكن، تطبيق البنود البيئية في المنشآت السياحية اثناء تقديم مشاريع استثمارية ،انشاء مسابقات بيئية محلية بمشاركة قطاعات مختلفة لتوحيد نظام العمل بجوائز تحفيزية، تحفيز القطاع الخاص بالمشاركة في عملية حماية الارث البيئي البحري ، وضع كاميرات مراقبة في الاماكن التي تكتظ بمسببات التلوث البحري، وفرض قوانين تجبر الباعة المتواجدين بالقرب من الشواطئ على بيع مواد سهلة التحلل في المياه واستبدال المواد البلاستيكية بمواد اكثر صداقة وأمنا للبيئة البحرية.

قصص نجاح

وهناك دول ابدعت في حل هذه المشكلة للحفاظ على البيئة البحرية ومن ابررز القصص التي تشكلت في قالب الابداع خوفا على البيئة البحرية قصة نجاح لفكرة نحتاج مثيلها , حيث أنشأ مخترع يقطن في إدنبره زجاجة يمكنها أن تتحلل في المياه المالحة في غضون 3 أسابيع فقط، وصنعت الزجاجة القابلة للتحلل بالكامل من الورق ومزيج سري من المواد النباتية، ويمكن للزجاجة أن تساعد في إنقاذ محيطات من التلوث البلاستيكي، ويدّعي المؤسس البالغ من العمر 27 عامًا أن الزجاجة التي لا تستخدم أي وقود أحفوري في الإنتاج، يمكن أن تؤكل أيضًا بواسطة المخلوقات البحرية .

نانسي4

ان العقبة وحياتها البيئية البحرية وغيرها امر يخص كل فرد في المجتمع العقباوي , امر يهم كل مواطن يكن الوفاء والانتماء لمسقط راسه ولمكان عيشه فالتلوث لا يشكل خطرا على البيئة فقط والاسماك والشواطئ بل انه سيبنمو ليكون الخطر عاما والخوف عارما والطريق اصعب للاصلاح , لذا يجب علينا التفكير جيدا بالقضايا البيئية بمختلف انواعها فهي عملية متكاملة يصعب فصلها ويجب ان تكون عملية المعالجة متكاملة , تتضمن كافة الجوانب بمختلف الاشكال وبكافة طرق الاصلاح وهذا ما يتطلب التحرك الفوري والاصلاح الفعال.وفي النهاية فان الهدف الاساسي لنا جميعا ولكافة جهودنا هي بيئة امنة لنا وللكائنات الحية فالبشر والبيئة لا يمكن ان يعيشا او يتواجدا بمكانين مختلفين.

 

 

| الرجوع

أخبار ذات صلة بالموضوع

Not any article

    أنشأ هذا الموقع بدعم من